سنين نامان عدد #٤
٤ محرم ١٤٤٦ هـ | ١٠ يوليو ٢٠٢٤ م
اليابان وعُمر فاروق
عُمر فاروق في رحلة إلى اليابان مع استوديو نامان لخوض تجارب فريدة.
[أساهي مورا، اليابان ٢٠٢٣]
السلام عليكم، مرحبًا بالجميع.
نشكر لكم تواضعكم، على الاشتراك في نشرة سنين نامان من «استوديو نامان».
بدأنا هذه النشرة، لنشارك معكم محتوى وأخبار المشاريع التي نعمل وعملنا عليها.
ونسعى من خلالها نشر التجارب والفوائد التي نتعلمها في الطريق.
استهلال
خارجَ السياقِ، نحن نُجربُ... لماذا؟ نجربُ؟
لأنه من الإثارةِ خاليةٌ... هي حياتنا
وإذا لم تكن مثيرةٌ ... هي حياتنا؟
ماءٌ راكدٌ، ماءٌ فاسدٌ، نمطٌ سائدٌ
كن كما نَهرٍ جار، يسقي الطريقَ بدون سؤال
كن كما طيرٍ طار، حول العالم قد جال
سافر وسَل، واسقي بما رأيت، والهم بما ارتويت
[نامان، ٢٠٢٣]
٩ مايو ٢٠٢٣ كان العرض الأول لفلم «انسياب» في مهرجان الأفلام السعودية حظينا باللقاء الأول مع عمر فاروق، الذي كان حاضرًا لمشاهدة الفلم. تكونت بعدها علاقة صداقة جديدة، تنادي للعمل على مشروع جديد. يكون فيه السؤال الأهم لعمر «ماهو المشروع؟» بدلًا من «ما العائد من هذا المشروع؟» ومن خلال الأحاديث التي جرت للبحث عن زاوية نستطيع التعاون فيها سويًا، لمعت فكرة «اليابان».
«عمر! أنت سافرت وجربت في الكثير من الأماكن، لكن هل جربت أن تخوض تجربة اليابان بشكل أعمق وبطريقة مختلفة؟»
انفتح بعدها بابٌ يحوي الكثير من الاستقصاء والبحث والإعداد والتواصل.
سلسلة يخوض فيها عمر العديد من التجارب والمغامرات المختلفة حول العالم، يسرد فيها المحتوى على شكل مقاطع قصصية قصيرة يشاركها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. تستند على قاعدة جماهيرية كبيرة، تجعلها ضمن أحد أكثر السلاسل المؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي العربية.
التواصل
فهم واستيعاب الثقافة جزء جوهري في عملية التواصل. ومع انفتاح العالم على بعضه أصبحت هناك ثقافة عامة سهّلت عملية التواصل بين الشعوب، لكن يأتي السؤال هنا عن مدى فهم واستيعاب الثقافات المختلفة هذه؟ هل نفهم السياق الداخلي الذي يعيشه أفراد هذه المناطق قبل إصدار الأحكام؟ عند ذهابنا إلى اليابان نحن لم نذهب إلى العالم، بل إلى اليابان. فكان ضروريًا علينا فهم السياق الداخلي أولًا لنضمن أن يكون التواصل فاعلًا، وهذه أحد المهام الرئيسة لـ«استوديو نامان».
فالتعامل مع اليابانيين ليس كغيره من الشعوب، خصوصًا إذا لم تكن يابانيًا، فمثلاً قبل أن تحجز لقاءًا أو تخطط لتجربة ما، عليك أن تكون واضحًا من البداية ماذا تريد منهم تحديدًا، وتطبق الشفافية في كل تفاصيل المشروع [مع من تتعامل؟ كيف ستكون التجربة؟ كيف ستستعد؟ وكم سيحضر من شخص؟ ما هي فكرة السلسلة؟] وأهمها، تحديد وقت الحضور وتفاصيله.
بدأنا بالتخطيط للمشروع في شهر مايو ٢٠٢٣ عازمين على أن تبدأ التجربة في سبتمبر ٢٠٢٣، أي قبل ٥ أشهر من انطلاقها الفعلي في اليابان. بدأنا بتحديد وقت اللقاء الأول وأوقات التجارب بالتفاصيل. وكل هذا بالتزامن مع فريق عمر. مهمة قد تبدو صعبة ولكن هذا التحدي خرج بنتائج جلية لاحقًا لكل شخص سواءً من فريق استوديو نامان أو عمر فاروق.
اختيار التجارب
أي من التجارب ستختار، لتكون ضمن «عمر يجرب اليابان»؟
كانت المساحة واسعة وفيها الكثير من الحرية في الاختيار، فعمر يجرب أي شيء، ودورنا في الابتكار هو مشاركة الاقتراحات والأفكار لنحدد الأنسب مع عمر. وصلت المقترحات إلى ٢٥ فكرة ناقشناها وتحديناها لتصل في الأخير إلى ٦ تجارب مُثريه. إذ اعتمد الاختيار النهائي على قوة التجربة، لتكون: تجربة لم توثق من قبل في العالم الرقمي، عمقها مع الثقافة اليابانية، ومدى تناسبها من حيث الوقت والمحتوى المصور خلال زمن تواجدنا، وبالطبع تثير فضول عمر.
تجربة لم تجرب
من أكثر التجارب المثيرة للاهتمام هي صيد الخنازير البرية في الريف، والخنازير تثير المشاكل عند ظهورها في مناطق السكن مثل أكل المحصول والهجوم على البشر، مما عزز الدعم الحكومي على الإكثار من صائدي الخنازير البرية.
كانت الفكرة أن يتعلم عمر بشكل نظري الصيد ويحصل على رخصة ومن ثم التتلمذ على يد أحد الصيادين قبل أن يجرب بشكل فعلي الاصطياد معهم. مع بدأنا بالبحث والاستقصاء مع الأصدقاء والمعارف في الريف الذين أوصلونا إلى «صيادي الخنازير» اكتشفنا أن وقت الصيد لا يتناسب مع وقت تواجدنا في اليابان، فالصيد يحدث في وقت الشتاء [نوفمبر]، ولهذا لم يكن لنا أن نضمها لسلسلة تجارب عمر في اليابان.
معسكر فريق الإنتاج
قضى الفريق في اليابان مدة ٢٥ يومًا، ارتحل فيها لأكثر من ٧ مناطق مختلفة ما بين المُدن والريف والجبال والسهول، موثقًا تجارِب ومغامرات عدة. قضاها كُلها في «معسكر العمل» أحد أُسس العمل في المشاريع الميدانية لاستوديو نامان، كي تكون هناك موازنة واقعية وعملية بين الحياة والعمل. يدخل في هذا التصميم اختيار نوع المسكن، حركة الفريق اليومية، القرب والبعد من التجارِب، الغذاء وتحضير المائدة اليومية، الراحة وصيانة الجسد.
من خلال تصميم نمط حياة الفريق سهل عليه العمل وقلّ التفكير في الواجبات اليومية وبهذا كان التركيز العملي حاضرًا طوال أيام المشروع.
اليوم الأول وبداية الاستقرار
بعد أن طبقنا التعاليم وجهزنا تجارِب المشروع انطلقنا أولًا فريق «استوديو نامان» إلى اليابان كي نعمل على التجهيزات الأخيرة من لقاء بعض المتعاونين في التجارِب، والتأكد من أماكن السكن والاستقرار الزماني والمكاني بشكل تام قبل وصول فريق عمر.
أخبار نامان
[ انطلاق معسكرات نامان ]
دائمًا ما كانت معسكرات استوديو نامان موجهة داخليًا للفريق أو غير معلنة، أما الآن فقد آن الأوان لبداية تقديم المعسكرات للجميع، نفتتحها بالتعاون مع عمدة الرِّحْلات والمغامرات سعود العيدي، سيكون المعسكر في المكان الذي صار جزءًا من نامان «اليابان»، المكان الذي يعرفنا ونعرفه، ونتردد إليه لمشاريع مختلفة. المعسكر مكون من فريق مابين ١٢ إلى ١٥ فردًا، متخذين من «نزل أودايارا» بين جبال محافظة ناقانو مكانًا للاستقرار. ليكون لكل شخص مهام ومسؤوليات معينة اتجاه الفريق، يلتزم فيها بالممارسات والطقوس التي تحسن من العادات. سيضم المعسكر كذلك ورش مقدمة من سعود العيدي ومعلمين يابانيين تتمحور حول الحركة، الغذاء، وتسلق الجبال.
هدف المعسكر الأسمى هو أن تنتقل هذه التعاليم من الجبل إلى حياة الأشخاص اليومية. لا بنفس الشكل بالضرورة ولكن لهدف أن تُسَّن أداة التصميم لدى الأشخاص حتى تطبق في أي حلٍ وترحال.
فائدة نامان
«المبادئ والقيم وثقافة المنظمة»
قد يظن البعض أن الشركات اليابانية تطمح دومًا لتحقيق الربح، وتهدف إلى رفع مبيعاتها والتوسع والدخول في المنافسات العالمية، وفي حقيقة الأمر فهذا المنظور بعيد كل البعد عن فلسفة الإدارة اليابانية، إذ تمتلك كل شركة مبادئ وقيمًا وثقافةً خاصة ترمز إلى الهدف الجوهري من وجود تلك الشركة. وقد يفاجأ الكثير من رواد الأعمال برفض الجانب الياباني للكثير من الاقتراحات أو فرص تنمية العمل والتوسع خارج اليابان، ويأتي ذلك لعدم وجود الرغبة لدى الجانب الياباني في التوسع ورفع المبيعات على حساب المبادئ والقيم الأساسية للمنظمة.
وتُعدُّ سمة المبادئ والقيم وثقافة المنظمة بمثابة حجر الأساس للمنشآت اليابانية. وبالنظر إلى المنشآت اليابانية نجد العديد من المنشآت تقدم مبادئها بشكل مكتوب ومفهوم، وتشارك مع جميع الموظفين؛ وذلك لضمان توحيد قيم العمل الأساسية وتجنّب تصادم المصالح والرؤى؛ فهذا التصادم قد يؤدي إلى تعطيل أهداف المنظمة مستقبلًا.
عثمان المزيد، الإدارة اليابانية بمنظور مختلف - مقدمة للمفاهيم الأساسية
— في سنين، يمضي الوقت ويبقى الكلم —
تكمن القصص في كيفياتها بدرجة أكبر من نتائجها.
في القصة، تتربع التعاليم، وتكمن الرسائل.
من ذلك المنطلق، نشارك معكم في كل نشرة من سنين، محتوى قصصي عن المشاريع في كيفياتها، ماهياتها، لماذاتها.
البركةُ في زيادةِ عددِ المشتركينَ، يسعدنا مشاركتُكم نشرة سنين نامان
هذا والله الموفق
-
©2023 جميع الحقوق محفوظة لاستوديو نامان