سنين نامان عدد #٣
٢١ ذو الحجة ١٤٤٥ هـ | ٢٧ يونيو ٢٠٢٤ م
فن تصميم العمل
شيئًا فشيئًا أصبح العمل أكثر مرونة مع وجود التقنية، مما أوجد وقتًا أكثر للإنسان.
[نيوم، السعودية ٢٠٢٣]
السلام عليكم، مرحبًا بالجميع.
نشكر لكم تواضعكم، على الاشتراك في نشرة سنين نامان من «استوديو نامان».
بدأنا هذه النشرة، لنشارك معكم محتوى وأخبار المشاريع التي نعمل وعملنا عليها.
ونسعى من خلالها نشر التجارب والفوائد التي نتعلمها في الطريق.
استهلال
مع سهولة الوصول للتقنيات الحديثة التي صُنعت لتسهيل مهام الإنسان، صار هناك فراغ كبير في أوقات اليوم؛ ما يُشكل عبئًا كبيرًا على ممن لا يعرف كيف يستثمر وقته، هنا في هذا المشروع ظهر «تصميم وقت العمل مع الحياة» بشكل ملاحظ،
فمَا هي الأدوات والكيفيات والأفكار التي فعّلها الفريق خلال العمل لمدة شهر في مشروع بانجيا؟
وكيف يؤثر ذلك على فريق العمل وإنتاجيته؟
بانجيا
من أوائل المشاريع التي عملنا عليها كانت مع شركة «بانجيا للسياحة والمغامرة»، للبحث عن إعادة تصميم ثقافة وقصة الشركة. وحتى نعمل على فهم الهوية الحالية لها قررنا أن نعسكر في مكان قريب من مقر الشركة، ليسهل علينا التردد اليومي إلى المكتب، ومراقبة وفهم كيف يسري العمل داخل المقرّ. من البديهي أن نفكر دائمًا في المنتج النهائي للعميل، لكن القيمة الإضافية هي كيف سنصنعها ونقدمها كفريق؟ ومن تلك الفكرة، نبعت فلسفة «معسكر العمل».
مُعسكر العمل
معسكر إقامة خلال مدة زمنية محددة بهدف قضاء الوقت بتركيزٍ عالٍ لإنهاء متطلبات مشروع معين. وضعنا في المعسكر معايير تخدم الفريق التنفيذي المتواجد في الميدان، أولها «العمل» حتى تكون هناك فاعلية عالية في أداء مهام المشروع، وثانيًا «الحياة» للفريق حتى يؤدي العمل باتزان مع نمط حياته اليومي.
معايير اختيار مكان المعسكر:
١. التنقل بالمشي – للابتعاد عن زحام السيارات، وتفعيل الحركة في نمط العمل باستثمار أوقات الصباح.
وقع الاختيار على مكان يبعد ١٥ دقيقة من مقر شركة بانجيا، لذلك كنا ننطلق في الصباح سيرًا على الأقدام نحو المقر، نتناول فيها أحاديث مهام اليوم وأفكاره.
٢. ممارسة الرياضة – سهولة الوصول وتعدد خيارات الحدائق المحيطة من مقر النزل.
كانت الحدائق داخل مربع لا يتجاوز ٢ كلم من مكان النزل، مختلفة في شكلها ومابداخلها.
٣. مطبخ متكامل – إعداد الطعام في المنزل لهدف الصحة، والاقتصاد، والخبرة.
كان المطبخ متكاملًا لدرجة وجود الفرن، الذي أصبح نادرًا مؤخرًا في خيارات السكن المتاحة على الشبكة.
٤. تقسيم المكان – القدرة على إعادة تقسيم المكان والزوايا، بحيث نمارس كل نشاط بشكل منفصل.
كانت الحركة في مساحة ضيقة، فقسمنا المكان إلى غرفتين نوم، صالة القراءة والجلوس، وزاوية العمل، والمطبخ.
من هو البنجاوي؟
انقضت ثلاث أسابيع نتردد فيها بشكل يومي على مقر الشركة، في محاولة لصيد ملامح الهوية. كان أسلوب البحث متنوع بين المراقبة الميدانية اليومية، المقابلات الشخصية، ومراجعة الملفات التعريفية المؤرشفة.
عند الانتهاء من كل يوم، نعود لبيت النرجس محملين بالكثير من الأفكار والتعاليم من الميدان لنطبقها في صياغة الدستور ودليل الشركة بحلته الجديدة. خلال هذا البحث الميداني والتطبيق العملي خرج مصطلح «من هو البنجاوي؟» وهي الشخصية التي تعبر عن هُوِيَّة الشركة.
عرضنا حينها هذه الهُوِيَّة على الموظفين، وتطرقنا للحديث عن جوهر الشركة وعلاقته بالموظفين وأثره على خدمة العملاء والتسويق، حتى يتم تعزيزه والعمل على توحيده.
معسكر السودة
لم تنتهي المهمة بعد! فقد كانت الفكرة أن يستمر الاستقصاء الميداني لتصل الرسالة للفريق التشغيلي في مركز بانجيا في السودة. فانطلق الفريق لاستكمال «معسكر العمل» في الجبل، مع تطوير تصميم العمل حتى يتناسب أكثر مع حلة المكان وبيئتة الجديدة.
الهدف من عرض الهوية الجديدة لكلا المنطقتين، كان لمعرفة مدى ارتباطه الحقيقي مع واقع الشركة والموظفين. فلو ارتبط فيه فقط المرشدين في الجبل لعُدّ هذا نقصًا، لأن الهدف النهائي شمولي وليس مخصوصًا فقط لحالةٍ دون غيرها.
فلم من هو البنجاوي
بعد أن انتهينا من مهام صياغة الدستور الجديد، أتى المقترح لإكمال المهمة وتوثيق هوية «البنجاوي» على شكل فلم وثائقي قصير.
الهدف ببساطة كان اتباع إحدى شخصيات المرشدين «حسين فؤاد» في جولة من جولاته. يتميز أبو فؤاد بتمثيل واضح وصريح لهوية الشركة من حيث العفوية وحسن التعامل والتواصل باحترافية مع المشتركين. هذه المرة كنا نحن كالمشتركين، فأخذ بنا في جولة نحو صحارى نيوم.
ما بعد الإنتاج
انتهى معسكر نيوم وكلًا ذهب في طريقه لتبدأ المرحلة الأخيرة من الإنتاج، وهي مرحلة التحرير. أخذ الفلم ٧ أيام عمل لتحرير وتجهيز جميع المنتجات للنشر.
كنا نتسائل كيف لنا أن نطور عملية «ما بعد الإنتاج» ونحن عن بعد؟
نحاول دائمًا مشاهدة الصورة النهائية للعمل، ومن ثم نقسم المهام.
وبما أن جميع الفريق متشابه في الإمكانات العامة، فنعود فيها إلى سؤالين رئيسين:
١- بين هذه المهام المقسمة، ماهي المهام التي تجيدها؟
٢- بين هذه المهام المقسمة، أيًا منها لديك حماس وشغف أكثر لممارستها؟
[قد تكون هناك أهداف شخصية مثل تطوير مهارة معينة من خلال الممارسة، أو الاستمتاع بالعملية]
تستطيعون مشاهدة فلم «من هو البنجاوي» بالضغط على الصورة أدناه:
ما بين العمل ونمط الحياة
«النعمة موجودة، لكن هل يستعملها الإنسان؟»
الوقت نعمة، وهو موجود في متناول اليد. ينطبق ذلك على الكثير وليس الكل. مع تركيز المعسكر على العمل، إلا أن كل ذلك الوقت لن يكون منصبًا في العمل وَحْدَهُ، فالنصيب المصيب يُقسم الوقت مابين العمل والحياة.
لماذا هذا الأمر مهم؟ لأنها حالة لن تنتهي، فنحن في انشغالٍ مستمر لوهم «ضيق الوقت وقلته» ونبرر الترك والتقصير فيما سوى العمل.
لكن ماذا عن ذلك الوقت وتلك الأوقات الهاربة؟
التصرف والتحكم من نعمة العقل، والاستسلام للوضع التلقائي هو عكس ذلك. الرسالة المثالية هي: الإدارة في تقسيم وقت العمل، الاستمرار والإحسان في العبادات والعادات.
أخبار نامان
[ التجهيز لمعسكر جديد! ]
نعود مرة أخرى لبلاد اليابان وهذه المرة مع عمدة الرحلات والمغامرات «سعود العيدي»، نجهز فيها لمعسكر جديد يستطيع من خلاله المشتركين خوض تجربة جديدة مع معسكرات نامان وسعود العيدي.
فائدة نامان
وما كل طول في الكلام بطائل
ولا كل مقصور الكلام قصير
وما كل منطوق بليغ هداية
ولا كل زحَّار المياه نمير
وما كل موهوم الظنون حقائق
ولا كل مفهوم التعقل نور
وما كل مرئى البصائر حجة
ولا كل عقل بالصواب بصير
وما كل معلومٍ بحقٍ ولا الذي
تقيَّل علمًا بالأحق جدير
ولكن نور اللّه وهبًا لحكمة
يصير مع التوفيق حيث يصير
قصيدة النهروانية لأبو مسلم البهلاني
— في سنين، يمضي الوقت ويبقى الكلم —
تكمن القصص في كيفياتها بدرجة أكبر من نتائجها.
في القصة، تتربع التعاليم، وتكمن الرسائل.
من ذلك المنطلق، نشارك معكم في كل نشرة من سنين، محتوى قصصي عن المشاريع في كيفياتها، ماهياتها، لماذاتها.
البركةُ في زيادةِ عددِ المشتركينَ، يسعدنا مشاركتُكم نشرة سنين نامان
هذا والله الموفق
-
©2023 جميع الحقوق محفوظة لاستوديو نامان